البيئة

الوسائل التكنولوجية المتبعة لإعادة التكامل البيئي للمياه المستعملة

1996 المصبات البحرية لمياه الصرف الصحي

أ.د عادل رفقي عوض

KFAS

إعادة التكامل البيئي للمياه المستعملة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تنتزع المياه من البيئة لتزود بها التجمعات السكانية والصناعية، ثم تعاد بعد استخدامها من جديد إلى البيئة.

يجب دراسة البيئة الطبيعية بشكل وافٍ لضمان سحب المياه بأفضل الطرق من المصادر المائية المختلفة "ينابيع، آبار تجويفات، أنهار، بحيرات".

وبشكل مشابه يجب دراسة البيئة الطبيعية من حيث المياه المستعملة وإعادتها من جديد لتصب في الأنهار أو البحيرات أو المصبات النهرية أو البحر أو التربة وذلك بأنسب الأساليب الملائمة بيئياً.

 

تخضع المياه المسحوبة للمعالجة المناسبة لتحقيق المعايير أو التراكيز النوعية التي تتناسب مع استخدام المياه لأغراض الشرب أو الصناعة مثلا. وهذه المياه بعد استعمالها يجب أن تخضع للمعالجة الاصطناعية بشكل مقبول قبل أن تعود إلى البيئة.

هذه الأنماط السابقة تمثل صورة عامة ونموذجية لمشكلة التعامل مع التزويد بالمياه النقية ومع تصريف المياه بعد استعمالها، أحياناً كثيرة تهمل البيئة لاعتبارات اقتصادية، مما يضعنا أمام صورة مفيدة للحالة السابقة (الشكل رقم 1-1).

هذه الصورة المفيدة في التعامل مع مشكلة التزويد بالمياه وتصريفها والتي تهمل الشروط البيئية الواقعية قد تقود في بعض الحالات إلى تدهور البيئة الطبيعية بدلا من تحسينها.. مما يضطر الأمر إلى مصاريف غير ضرورية في أعمال التحسين البيئية.

 

خطط اعادة التكامل البيئي

إن الخطط الملائمة – برأي المؤلف – لضمان عودة التكامل البيئي للمياه المستعملة تتطلب اتباع الوسائط التكنولوجية التالية:

1- اختبار المكانة أو الأمكنة لمجم التصريف النهاية للمياه الملوثة (مياه الصرف الصحي) تبعاً لمواصفات الوسط المتلقي والمتوافر وتصميم الأقنية الرئيسية والمجمع الرئيسي لهذه الأقنية تبعا لمواصفات الحوض الساكب "Watershed" المُغذي لهذه الأقنية.

2- إدخال مياه الصرف الصحي إلى وحدة معالجة اصطناعية كافية بحيث تعالج إلى درجة كافية تتناسب مع الشروط النهائية للوسط المتلقي.

3- خلق المعالجة الاصطناعية لمياه الصرف الصحي في الوسط البيئي نفسه من خلال تجهيزات أو منشآت معينة بحيث تستفيد من طاقة التمثل للوسط البيئي ومثال عليها: المصبات البحرية "الرذاذية"، أنابيب الري، آبار الترشيح الخ.

 

حالياً هناك نزعة قوية للأخذ بالأسلوب التكنولوجي الثاني "المعالجة الاصطناعية البيولوجية أو الثانوية" والتي تقوم على حل مشكلة التحكم بتلوث المياه على أساس المعالجة الاصطناعية الكاملة لمياه الصرف الصحي بشكل مستقل عن المصدر المائي نفسه، يتحقق من خلال هذه المعالجة التقليدية عادة تخفيض BOD "الطلب البيوكيميائي للأكسجين" بمعدل 90% وتركيز الجراثيم بمعدل 99%.

مما يعني أن هناك نسبة باقية وهي ليست قليلة ستصل إلى المصدر المائي أو الوسط البيئي المتلقي. فعلى سبيل الثمال في حالة كون نسبة الجريان النهري "QR" إلى جريان مياه الصرف الصحي "QDWF" أقل من QDWF"/ QR < 10" فإن كمية الـ BOD المتبقية بعد المعالجة يمكن أن تكون كافية لمنع الحالة الجيدة للنهر.

فإذا كان تركيز BOD في مياه الصرف الصحي = 400 ملغ/ لتر وبتخفيض 90% منها من خلال المعالجة البيولوجية سيكون الباقي من BOD = 40 ملغ/ لتر وهذا أعلى بثمان مرات عما هو مسموح به لقيمة BOD في المياه التي تعيش بها الأسماك والمعتبر 5 ملغ/ لتر.

 

لو أخذنا مثالاً آخر على تصريف المياه المعالجة السابقة قرب الشواطئ الساحلية حيث تتواجد مناطق صيد المحارات والتي تتطلب حالة بيئية جيدة للمياه، فالمعيار الجرثومي المسموح به عادة هو: 10­­2 لكل 100 مل من مياه البحر، تبلغ قيمة العصيات الكوليفورمية الغائطية "FC" في مياه الصرف الصحي الخام بحدود 10 7 لكل 100 مل من المياه.

وبتخفيض 99% منها عن طريق المعالجة البيولوجية الاصطناعية سيبقى تركيز 10 5 لكل 100 مل وهذا يعني أن التركيز أعلى بـ 1000 مرة من القيمة المسموح بها لأغراض السباحة والثروة السمكية.

ولحسن الحظ أن مشكلة السيطرة على التلوث أو إزالته يمكن أن تحل ليس فقط عن طريق المعالجة الاصطناعية المذكورة سابقاً لمياه الصرف الصحي وإنما كذلك من خلال استخدام الشروط الطبيعية المتوافرة في عمليات التنقية الذاتية للمصادر المائية وخاصة البحار.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى